استوقفني خبر مفاده أن %90 من الافلام المصرية مقتبسة من أعمال أجنبية.. بناء على إحصاءات دقيقة قام بها المؤرخ السينمائي المصري محمود قاسم. وقد سبق جمهور الاعمال الأجنبية منذ زمن طويل المؤرخ المصري في اكتشاف هذا السطو المنظم الذي يقوم به المؤلفون في جرأة يحسدون عليها دون حساب أو عقاب. لان الامر تعدى الاقتباس إلى سرقة أفكار الآخرين والتربح منها؛ حيث تم نقل السيناريو الاجنبي بالمسطرة وقدم للمشاهدين العرب على أنه من تأليف السارقين في حركة غبية تزيد طين الاعتذار بلة. ففي ظل الانفتاح المعرفي لا ينفع أي عذر لتبرير سرقة الافلام الاجنبية وتحويلها إلى نسخ ممسوخة يعاد عرضها على المشاهدين في المواسم واستغلالهم! فالافلام العربية القديمة كانت تشير للنص الاصلي الذي اقتبست منه إلا أن الافلام الجديدة لم تفعل ذلك؛ لانها فقدت أخلاقا كثيرة ومنها الامانة الفكرية ومهما كانت دوافع المؤلف السارق فليست تعفيه من ذلك جرم السطو واستغفال المشاهدين. وبما أن الشيء بالشيء يذكر أجد أن هذا الداء بدأ في التسلل إلى الدراما الخليجية خاصة مسلسل (بوكريم في رقبته سبع حريم) الذي احتوى العديد من المشاهد المقتبسة عن أفلام أجنبية متفرقة لا تحضرني عناوينها ولكن بالتأكيد مشاهدها لا تغيب عن ذاكرتي. فالمؤلفة الكويتية هبة مشاري حمادة اختطت لنفسها خطا دراميا يقوم على الازدحام وتكدس الممثلين؛ فترى في العمل الواحد أكثر من 10 أدوار محورية، ما يعني أكثر من عشر حكايات متداخلة مما يستدعي الاستعانة بمصادر متعددة ويبدو أن المؤلفة استعانت بالافلام الاجنبية كمصدر! إن المشاهدين يتمتعون بوعي كبير والقنوات الفضائية ودور السينما المنتشرة اختصرت المراحل وضيقت المسافات فلم تعد تنطلي عليهم السيناريوهات «الملطوشة» (المقتبسة) ولم تكن كذلك في يوم من الايام بالنسبة لجمهور الافلام الاجنبية. فإن لم تكن مؤلفا موهوبا فغادر الساحة واتركها للموهوبين فقط؛ لان رقابة المصنفات الفنية ستنشط يوما وستنقي الساحة من السارقين.