حينما يتفاقم صداع الفكر يصبح أي حوار جدلاً لا طائل من ورائه ولا جدوى وحينما يستفحل الجفاف بأرض العقلانية والمنطق يتحول الكون إلى مستشفى ضخم للمجانين ولا غيرهم وحينما يستبد الضجيج بالحواس يتحول الإنسان إلى مركب فقد بوصلته فضاعت وجهته وحينما يصبح الضوء إزعاجا حادا يخترق رأسك، حواسك يبرز الألم محارباً يريد اقتلاع رأسك إنه الضجيج وما أدراك ما الضجيج أصوات مزعجة أضواء مزعجة تحاصرنا بعدوانية تسلب منا الراحة والسلام والهدوء حينها فقط ندرك أنه لا ملجأ ولا منجا سوى الله عز وجل نعتزل الناس، الأشياء، ونلجأ إليه وحده لا شريك له نستكين في هدوء نلهج بالدعاء راجين عفوه وشفاه إن أجمل شعور يختبره الإنسان هو الراحة بعد التعب الهدى بعد الضلال الشفاء بعد المرض فالحمد لله الذي لا شفاء إلا شفاؤه.